يقع مُعظم الآباء في حيرةٍ من أمرهم عندما يَبلغ ابنهم أو ابنتهم سنَّ المُراهقة؛ وذلك بسبب اختلافِ سلوكهِ وغرابةِ تصرفاتهم، ولعلَّ أهمَّ ما يمكنُ أنْ نَنصحَ به في هذه الفترة هو الصّبر، بالإضافة إلى مَنحِ الحُّب للمُراهق، واحتوائه دائماً. سَنقدّم هنا مجموعةً من النّصائح التي قد تساعدك في اجتياز هذه المرحلة دون مشاكل أو ضغوطات.
كيفية التعامل مع المُراهقين تقبل غضب المراهق وعدم استقرارهعلى الوالدين ـ بالذات الأم ـ أنْ تكون لديهما قُدرةٌ عاليةٌ على التّحملِ والتّسامح مع المراهق، وعليهما تَجاهل ما يَعبِّر عنه المراهق من مشاعر الغضب، وعدم الارتياح التي يُظهرها في بعضِ الأوقات، كما يَجب عليهما احترام رغبة المراهق بالجلوس وحده، وهنا لا بد أنْ نُميز بين تَقبلِ الأمر وتأييده.
يجب أنْ تكَون ردةُ الفعل مُحايدة باستمرار؛ بِحيث يتمُّ التمييز فيها بين تّقبل وتأييد لما يرغب المراهق بفعله أو قوله، حيث إنّه يحتاج دائماً للتقبل، وأن يشعر بأنه محبوب، وأنّ ما يقوم به لا مشاكل عليه، دون الوقوع معه في مواجهات، ويجب أن يقتنع الآباء أنّ الدخول في حالة الحرب مع المراهقين مسألةٌ مُهلكةٌ لهم.
ابتعد عما يضايق المراهقفي بعض الأحيان لا يَلتفتُ الآباء لِحجم الأذى الذي يَلحق بالمراهق من تَذكيره دائماً بِنقصه، أو بالعيوبِ الموجودة في شخصيته، والأمر الذي نشدّد عليه أنَّ إساءة الآباء للمراهقين شديدةُ الأثر وطويلةُ المدى، وقد تُسبب العديد من المشاكلِ النَّفسية طوال العمر؛ ومما يُؤذي المُراهق أنْ يُعامله الآباء على أنّه طفل، أو الإصرار على تذكيره بالأشياء التي كان يفعلها وهو طفل صغير؛ مثل التبوّل اللاإرادي أثناء النوم، أو الحديث عنه بما يُضايقه أمام الضيوف، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ}.
يجب التفريق بين الابن والطالب في المدرسة؛ فإذا كان لديه تدنٍ في التحصيل الدراسي يجب أنْ نُركّز على صِفاته ومزاياه الأخرى؛ بحيث لا يكون كلامنا مُقتصراً على الأمور الدراسية والعلامات، وهذا هو المقصود بالتمييز بين الذات والصفات، أي التمييز بين الابن الذي نحبه وبين صفاته.
النقد وحدود استخدامهيُعاني المراهقون من الضيق الشديد بسبب نقد الآباء المستمر لهم، ويَعدّونَه أمراً شديدَ الأذى لِشخصياتهم، وفي حقيقةِ الموضوع إنّ كثيراً من النقد لا يكون مهماً؛ فهو عادة ما يشمل أموراً يُمكن تعديلها في وقت لاحق، مثل انتقادِ طريقةِ كلامهم، أو مشيتهم، أو طعامهم، ويجب أنْ نُميّز بين النقد البناء والنقد الضار:
المقالات المتعلقة بكيف أتعامل مع ابنتي المراهقة